قصيده لشوقي
صفحة 1 من اصل 1
قصيده لشوقي
ذكرى المولد
سلوا قلبي غداة سلا وتـابا **** لعل على الجمــال له عتابا
ويُسأل في الحوادث ذو صواب **** فهل ترك الجمال له صوابا
وكنت إذا سألت القلب يوما **** تولى الدمع عن قلبي الجوابـا
ولي بين الضلوع دم و لحم **** هما الواهي الذي ثكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت ولى **** و صفق في الضلوع فقلت ثابا
ولو خلقـت قلوب من حديد **** لما حملت كما حمل العذابـا
وأحباب سقيت بهم سلافا **** وكان الوصل من قصر حبابا
ونادمنا الشبـاب على بساط **** من اللذات مختلفا شرابــا
وكل بساط عيش سوف يطوى **** وإن طال الزمان به و طابا
كأن القلب بعدهـم غريـب **** إذا عادته ذكرى الأهل ذابا
ولا ينبيـك عن خلق الليالي **** كمن فقد الأحبة و الصحابا
أخا الدنيا أرى دنياك أفعى **** تبـدل كل آونة إهابــا
وأن الرقط أيقض هاجعات **** وأترع في ظلال السلم نابا
ومن عجب تشيب عاشقيها **** وتفنيهم و ما برحت كعابا
ومـن يغتر بالدنيا فأنـي *** لبسـت بها فأبليـت الثيابـا
لها ضحك القيان إلى غبي **** ولي ضحك اللبيب إذا تغابا
جنيت بروضها وردا وشوكا **** وذقت بكأسها شهدا وصابا
فـلم أر غير حكم الله حكما **** ولم أر غيـر باب الله بابـا
ولا عظمت في الأشياء إلا **** صحيح العلم و الأدب اللبابا
ولا كرمت إلا وجه حـر **** يقلـد قومه المنن الرغابا
ولم أر مثل جمع المال داء **** ولا مثل البخيل به مصابا
فلا تقتلك شهوته و زنـها **** كما تزن الطعام أو الشرابا
وخذ لبنيك و الأيام ذخرا **** وأعط الله حصته احتسابا
فلو طالعت أحداث الليالي **** وجدت الفقر أقربها انتيابا
وأن البـر خير في حياة **** وأبقى بعد صاحبـه ثوابا
وأن الشـر يصدع فاعليه **** ولم أر خيّـِرا بالشر آبا
فرفقا بالبنين إذا لليالي **** على الأعقاب أوقعت العقابا
ولم يتقلدوا شكر اليتامى **** ولا ادَّرعوا الدعاء المستجابا
عجبت لمعشر صلوا وصاموا **** عواهر خشية وتقى كذابا
وتلفيهـم حيال المال صما **** إذا داعي الزكاة بهم أهابا
لقد كتموا نصيب الله منه **** كأن الله لم يحص النصابا
ومن يعدل بحب الله شيئا **** كحب المال ضل هوى وخابا
أراد الله بالفـقراء بـرا **** و بالأيتـام حبا وارتبتبا
فرب صغير قوم علموه **** سما وحمى المسومة العرابا
وكان لقومه نفعـا و فخرا **** ولو تركوه كان أذا وعابا
فعلِّم ما استطعت لعل جيلا **** سيأتي يحدث العجب العُجابا
ولا ترهق شباب الحي يأسا **** فإن اليأس يختـرم الشبابا
يريد الخالق الرزق اشتراكا **** وإن يكُ خص أقواما وحابى
فما حرم المجد جنى يديه **** ولا نسي الشقي و لا المصابا
ولولا البخل لم يهلك فريق **** على الأقدار تلقاهم غضابا
تعبت بأهله لوما وقبلي **** دعاة البر قد سئموا الخطــابا
ولو أني خطبت على جماد **** فجرت به الينابيع العذابا
ألم ترى للهواء جرى فأفضى **** إلى الأكواخ و اخترق القبابا
وأن الشمس في الآفاق تغشى **** حمى كسرى كما تغشى اليبابا
وأن الماء تروى الأسد منه **** ويشفي من تلعلعها الكلابا
وسوى الله بينكم المنايا **** ووسدكم مع الرسل الترابـا
وأرسل عائلا منكم يتيما **** دنا من ذي الجـلال فكان قابا
نبـي البر بيَّنه سبيـلا **** وسنَّ خلاله وهدى الشعابـا
تفرق بعد عيسى الناس فيه **** فلما جاء كان لهم متابا
وشافي النفس من نزغات شر **** كشاف من طبائعها الذئابا
وكان بيانـه للهدي سُبْلا **** وكانت خيله للحــق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى **** أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيلُ المطالب بالتمني **** ولكن تُؤخذ الدنيا غلابـا
وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا
تجلى مولد الهادي و عمت **** بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب **** يدا بيضـاء طوقت الرقابا
لقد وضعته وهاجا منيرا **** كما تلد السماوات الشهـابا
فقام على سماء البيت نورا **** يضيء جبال مكة والنقابا
وضاعت يثرب الفيحاء مسكا **** وفاح القاع أرجاء وطابا
أبا الزهراء قد جاوزتُ قدري **** بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان **** إذا لم يتخـذك له كتــابا
مدحت المالكين فزدت قدرا **** فحين مدحتك اقتدت السحابا
سألت الله في أبناء ديني **** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا
وما للمسلمين سواك حصن **** إذا ما الضر مسهم ونابا
كأن النحس حين جرى عليهم **** أطار بكل مملكة غرابا
ولو حفظوا سبيلك كان نورا **** وكان من النحوس لهم حجابا
بنيت لهم من الأخلاق ركنا **** فخانوا الركن فانهدم اضطرابا
وكان جنابهـم فيها مهيبا **** ولَلأخلاق أجدر أن تُهــابا
فلولاها لساوى الليث ذئبا **** وساوى الصارم الماضي قرابا
فإن قرنت مكـارمها بعلم **** تذللت العلا بهما صعــابا
وفي هذا الزمان مسيح علم **** يرد على بني الأمم الشبابا
منى
19/01/2008, 01:31 PM
بسبب الابيات الثلاثة وجدت
عمر سليمان- عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 25/05/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى