الجعليين الحسبلاب

سلام للجميع
قرية الحسبلاب، مسكن أحد بطون قبيلة الجعليين وهم الحسبلاب وسميت المنطقة باسمهم وهم اشتهروا بالشجاعة والمنعة وقوة البأس والكرم والترابط، وعرفنا منهم نحن الجيرة الحميدة ومواصلة الأرحام عبر مصاهرات امتدت عبر القرون الماضية بينهم وبين أبناء عمومتهم بأم الطيور، حتى أصبح لا فصام بين المنطقتين اللتين يفصلهما خط ضيق يمكن عبورة في خطوة واحدة أو قفزة واحدة يتمثل في جدول مشروع أم الطيور الزراعي التعاوني والذي اشتهر باسم مشروع بلدمور نسبة لماركة الوابور العتيق الذي كان يستخدم لري المشروع وهو من ماركة بلدمور المشهورة والضاربة في القدم.
وكما قلت سابقا فإن أواصر القربى والرحم بين أهل أم الطيور والحسبلاب لا تحتاج لبيان فهي ظاهرة فمن منا من ليس له عم أو ابن عم أو خال أو ابن خال أو اخت أو ابن اخت في الحسبلاب، فالارتباط التاريخي بين القريتين جعل منهما منطقة واحدة، وقديما كانت أم الطيور والحسبلاب تتشاركان في كل شيء وكل الخدمات، مثلا: عدد من مزارعي المنطقتين يمارسون الزراعة في مشروع الزيداب الزراعي، ويتشارك العديدون نفس المساحة الزراعية سويا، ودرسنا نحن جيل ما قبل تعدد الموسسات التعليمية بكل من أم الطيور والحسبلاب في مدرسة الدنبو (على قول أبو العرضي)، ويضم أهالي المنطقة بنطون واحد ويمثل البنطون أحد الملتقيات التي يجتمع فيها أهل المنطقة آنذاك، والآن (حسب ما سمعت) تنقلهم نفس وسائل المواصلات للذين يتنقلون بالأتوس والبكاسي عبر الكبري.
والارتباط العائلي تراه واضحا في الملمات ولأن مقبرة الموتى أيضا واحدة لكلا المنطقتين (مقبرة ود نصير) ففور خروج جنازة من أي من المنطقتين ترى الناس خفافا سراعا وهم يخرجون من أم الطيور والحسبلاب في نفس لحظة خروج الجنازة، وكذلك تراهم أرتالا يتحركون من الجنوب إلى الشمال أو من الشال إلى الجنوب ليكونوا أول المعزين في الميت، وكذلك الأمر في المناسبات السعيدة، فمكان الاحتفال بالعيد وصلاة العيد كانت واحدة تجمع أهالي الحسبلاب مع أهل أم الطيور جنوب بحكم القرب، وبعد الصلاة ينتقل معظمهم لمعايدة أهل المنطقتين الوسطى والشمالية من أم الطيور ومشاركتهم الاحتفال بساحة مسجد أم الطيور وسط القيزان، وكذلك الأمر تجدهم في احتفالات الزواج وغيرها.
كانت هذه لمحة بسيطة عن الوشائج والعلاقات القوية التي تربط بين هاتين المنطقتين وأهلهما، ألا يحق لي أن نقول: الحسبلاب يا أخت بلادي يا شقيقة.
وما ذكرته هنا قليل من كثير من صور ترابط الحسبلاب وأم الطيور، لكني أتساءل هنا: أين أبناء الحسبلاب لم ألحظ اسما منهم في هذا المنتدى ما سبب غيابهم؟ حقيقة لا يمكن التوثيق لأم الطيور دون أن نأتي على ذكر الحسبلاب وإلا كان توثيقنا منقوصا، فالارتباط التاريخي بين المنطقتين يقول بذلك.
فأين هم شباب الحسبلاب ليساهموا معنا في التوثيق وكذلك في إثراء النقاش حول القضايا التي تهم القريتين (بل القرية الواحدة) وكذلك القضايا التي تهم المنطقة عموما.
ويحضرني هنا عدد من الأسماء كانت ملء العين والبصر في نهاية الثمانينات وفترة التسعينات وقد عاصرتهم في العاصمة منهم الأمين العوض عبيد الله وجعفر بيخت عطاي والفاضل قسم السيد وغيرهم من الأسماء، كانوا نشطون جدا في المجال الطلابي أين هم الآن فإن سرقتهم مشاغل الحياة ودروبها الشائكة فأين الآخرين.
نريد أن نوثق للحسبلاب ولا يخفى علينا من أمر أهلنا الحسبلاب شيئا لكن وجود بعض أبناء الحسبلاب بيننا ومساهمة أقلامهم معنا سيثري الأمور ويجعلها أكثر دقة.
نريد أن نوثق للحسبلاب الشخوص والأرض، فمن يساعدنا في التوثيق لآل النمير أطباء المنطقة ككل والذي لعبوا دورا كبيرا في حل معضلة العديد من الحالات العاجلة في وقت كان يعز فيه العلاج أو الوصول إلى الطبيب، إنهم رأس الحكمة والطب الشعبي في المنطقة لهم التحية، ومن يساعدنا في التوثيق لأولئك الرجال الذين قام على أكتافهم قسم مشروع الزيداب في المقطقة وحملوه على أكفهم زمنا طويلا، من يساهم معنا في التوثيق لمبدعي الحسبلاب مثل المبدع المرحوم المطرب عثمان بشير، ومن يساهم معنا في التوثيق للمنلوجست الأستاذ نور الدين سليمان والذي أثرى الإذاعة السوداني بأعماله المنلوجستية والدرامية، هؤلاء جميعا وغيرهم من الذين رسموا بأكفهم ودمائهم جزءا كبيرا من تاريخ المنطقة.
هلا قدمت إدارة المنتدى الدعوة لشباب الحسبلاب للانضمام للمنتدى؟ فسيكون بك تأكيد انضمام عدد منهم إضافة مثمرة لهذه المنتديات.
ودمتم جميعا بخير سالمين